نعيش في وهم

This forum is an introduction into the Occult

Moderator: Shana

Post Reply
Heaven
Posts: 26
Joined: Fri Mar 04, 2022 6:54 pm

عندما يدخل الشخص إلى امتحان دراسي ، هناك على ورقته خيارات يجيب على ما يناسب فهمه وعليه تترتب نتيجته . ونحن في هذه الدنيا نعتقد أن لدينا الحرية لكن فقط لخيارات تم وضعها مسبقاً لنا حتى لأدق التفاصيل في حياتنا ولو كانت مجرّد حركة يد .. واقع مخيف أليس كذلك ؟

لو فرضاً صدّق الناس هذا الكلام بمعزل عن أي معتقد ديني .. سيكون السؤال من الذي صمم هذا الواقع ؟ وكيف وجدنا أنفسنا فيه ؟ وكيف الخروج منه ؟ فكما أن الربورتات والذكاء الاصطناعي أصبحت قادرة على أن تعيش خيارات الإنسان وحتى أن تخترع بنفسها وجعلوها حتى قادرة على الإنجاب وهذه آخر صيحاتهم ! ربما نكون مثلها لكن من هندّسنا متقدّم أكثر منا بكثير .

تكلم الامام أحمد الحسن منه السلام أن مستويات الوجود هي ثلاث /العقل أو عالم النور / الروح أو عالم الصور والملكوت/ ثم أدناها هو المستوى المادي بكل ما يحويه ... وهو سجن الروح لأن المادة تحجبها عن الاتصال بعالم النور .
فلو شبهت لك العالم المادي بلوح زجاج متسخ جداً ولاتستطيع من خلاله رؤية ضوء الشمس ، لكن كلما نظفته زادت شفافيته وقدرت الضوء على المرور خلاله . كذلك الجسد والنفس كلما قمت بتنظيفها و تطهيرها من التكبر والحسد و الجهل والكراهية و.و.و ، زاد إشراق الروح بالنور الإلهي .

نحن بصراحة كشعوب هذه المجتمعات جاهلين لانعرف شيء عن علاقتنا بالله سوى أنها صلاة وصوم ..وطقوس معينة . ولم نهتم بتأديتها إلا جسدياً وليس روحياً ، لهذا لم نرى صلاة تنهى عن فحشاء أو صوم ينهى عن نميمة أو جشع أو غض بصر . عندما كان أئمة أهل البيت عليهم السلام يتكلمون عن الجانب الروحي هذا لعلمهم أن الروح هي بذرة النور الذي هو (خَلْق الله المباشر) ، كانوا يريدون أن تصل الناس لهذا المستوى الذي ترى فيه كل شيء على حقيقته وجوهره ، لتُبصر من خلال نور الله وليس من خلال عين المادة وأول ما ستكتشف أنك تعيش في وهم ... لكن ماذا تعني هذه الكلمة ؟
لنقول عندما تعشق إنسان ما، تقول عن حبكما أنه حقيقة في حال استمر .. لكن عندما يرحل احدكما عن الآخر .. فلا وجود بعد الان لهذا الحب فستقول انك توهمت أن تعيش حب حقيقي لأنه لو كان كذلك لبقى .

وحياتنا لو أنها حقيقة لبقت واستمرت ، وما فتح لنا الموت ذراعيه في النهاية وانهى وجودنا في لمح البصر وانهى معه ماكان يربطنا بهذه الحياة . عائلة .. أموال .. مشاعر وكل شيء . لهذا كل الأساطير وحتى النصوص المقدسة كانت تتكلم عن سعي البشر للوصول إلى عين الحياة أو ماء الخلود .

إذاً هذا المستوى المادي بكل مافيه ليس إلا وهم .. بل إنه وهم داخل وهم إلى مالانهاية ، كل ذرة في أجسامنا هي ملخص لما في هذا الكون المادي من أبعاد وهندسات حتى علماء الفيزياء يؤكدوا على هذا ..ولا تستغرب أن نكون جميعاً داخل ذرة أو خلية في أحدهم .. وما كان المهندس الأول لهذا الخلق إلا عزازيل عندما كان الملاك المقرّب أو أبا ليس أي (أبو الخلق المادي ) .. لكن بالرغم من ذلك مازال هذا الخلق هو من علم إلهي ويحوي بذور النور فيه وهي الفطرة.

لهذا الانسان بالذات لديه الفرصة ليمتلك تلك الروح العظيمة الخالدة بتفعيل تلك الفطرة من خلال أعماله وتزكية نفسه والأهم طاعة حجة الله الموجود في زمانه . لكن ابليس لم يقف مكتوف اليدين وجعل من برمجياته للتشويش على هذه الفطرة من خلال التأثير على نقاط الشاكارات داخلنا لتكون السبيل لترسيخ وضمان بقاءنا هنا ، كما وضّحه لنا أبا الصادق ع بدايةً في سلسلة القادمون.

عندما تصدق الناس ذلك ستبدأ البحث عن الجواب الشافي لغايتها وحقيقة وجودها ، عن العالم الذي لاوجود فيه لآلام من أي نوع ولا موت ولا جهل بل علم يرتقي بالروح إلى أعلى المستويات وهو المسّ بدرجة اللاهوت لنصبح صورة الله في الخلق .. وهذا الجواب هو لدى الرجل المنصّب من الله تعالى وهو بيننا قائم آل محمد عبد الله هاشم أبا الصادق سلام الله عليهم أجمعين.
Post Reply

Return to “The Occult Level 100”