فالقصد.. على مر الدهور كثير من الأشخاص لبسوا ثياب أنبياء وتكلموا بمنطقهم وضللوا بدس السّم بتعاليمهم ومرّروها إلى عقول الأكثرية لتصبح قناعة راسخة ومنهج يسير عليه أغلب الناس .
أنت لن تلاحظ طعم السّم عندما يُدس في العسل .
ونحن الآن على وشك أن نشهد على مثل هذا التضليل والخداع .. في حال لم نصحو من غيبوبتنا ..
اليماني سلام الله عليه والسفياني لعنه الله كلاهما يمثلان منهجان ظاهرياً يبدو متقاربان بالعناوين العريضة من عدالة ومساواة ونصرة مظلوم ..لكن النوايا والغايات بعيدة عن بعضها كبعد السماء عن الارض .
السفياني يريد أن يُستتب له في الأرض بالخداع ولفت الأنظار إليه كبطل ورجل سلام وأمن وإصلاح ..لكن أبعد مايريده أن تصلح من ذاتك وفكرك .. مايريده أن يعيد مجده القديم في العراق وبلاد الشام والى أبعد منها ...ولو عاد الفساد والظلم والقهر فلا بأس فهو ببطشه العسكري بالمرصاد لمن يعارض حكمه.. سيلتفت للقضاء على من ظاهر له العداء من قبل من أنصار القائم عليه السلام .
اليماني منه السلام والرحمة يمثل منهج إلهي حقيقي جاء ليغير الفكر الإنساني الذي انحدر إلى أدنى مستوياته وتذكيرنا وتعليمنا بأننا أرواح عظيمة من نور واحد هو الله وكلنا قادرين أن نرتقي بواقعنا من خلال نوعية افكارنا ونصبح مؤهلين لنكون أساس متين حقيقي لدولة العدل الإلهي بقيادة المهدي محمد ابن الحسن العسكري عليه السلام المنصّب من الله العلي ..لا يدّعي كذباً - حاشاه - العدالة ولانصرة فقير ولا مظلوم وليس له غايات دنيوية .
مما تعلمناه ومازلنا من الوالد عليه السلام أن واقعنا هو نتاج أفكارنا والتي نغذيها نحن المؤمنين به من المعرفة والعلم الإلهي .. فنحن قادرين أن نغير مجرى الأحداث .. عندما نواجه حركة السفياني بحركة اليماني والمتمثلة بمبادئه وتعاليمه ومنهجه ..عندما نستطيع أن نحملها ونعيشها أسلوب حياة يومي ونتنفسها بكل شهيق في لحظاتنا .. طريقة تقربنا لله ومعاملتنا الإنسانية .. فهمنا لما يجري من حولنا وفي الكون بطريقة مختلفة .. نسّرع نحن التمكين للقائم بالخروج ليقطع الطريق على من يحاول أن يلبس ثوب الحق وهو اصلا شيطان رجيم .
شخص السفياني من المحتوم نعم ... لكن تقييد حركته وشلّها بيدنا نحن انصار الامام احمد الحسن والقائم عبد الله هاشم أبا الصادق منهم السلام وإليهم التسليم .
