ياهو

في هذا المنتدى يمكنك مشاركة ومناقشة المواضيع باللغة العربية

Moderators: Shana, Arabic Moderator

Post Reply
Heaven
Posts: 26
Joined: Fri Mar 04, 2022 6:54 pm

هل مازلتم لا تصدقون ان حياتنا من اللحظة التي فتحنا فيها أعيننا على هذه الدنيا إلى اليوم كُتبت بإرادة وفكر الآخرين ونحن مجرد دمى تحركها ايديهم.. اسماءنا.. هويتنا.. مكاننا الاجتماعي.. تقييمنا العقلي.. ديننا.. تحصيلنا العلمي خُتم بختمهم...لكن النور الإلهي أشرق من جديد الامام احمد الحسن منه السلام والرحمة رسول ووصي الامام الحجة المهدي محمد ابن الحسن العسكري صلوات الله عليه إلى العالم اجمع.. معلناً فجر الحرية والسلام والفكر التنويري الأحمدي الحقيقي ايذاناً بانتهاء عصر الجهل والظلم والطواغيت.. هو من بدأ اليوم يكشف لنا اننا لم نكن نعيش سوى عبودية لها وجوه كثيرة وأسماء جذابة ورنانة.. حتى الله تعالى الذي اعتقدنا اننا عرفناه وعبدناه لم تكن عبادتنا له سوى عبادة صنمية خالية من اي معرفة لانهم اختزلوه لنا كإسم نتأله ونتوجه اليه عبر صفاته ليفيض علينا من كماله ويسد نقصنا ويقضي حوائجنا.. حتى نذورنا للتقرب منه نؤديها فقط في حال تحقق مطالبنا في وقت ضيقنا.. ورغم ذلك لم يواجه انانيتنا وجهلنا بغضب بل بالرحمة.. فهو الرحمن الرحيم.. فكما بين الامام احمد الحسن سلام الله عليه في كتاب التوحيد (الرحمن الرحيم) الباب الذي ترشحت منه كل الاسماء والصفات المطلقة فهو باب مدينة الكمالات الإلهية او الذات التي يشار لها بالاسم الجامع لكل الأسماء (الله) الذي هو مشتق من كلمة إله اي الذي يأله اليه الخلق لسد نقصهم وتحصيل الكمال. ونحن الذين صفتنا العامة الافتقار والاحتياج لانستطيع ان نحيط بما هو مُطلق ولتكون لنا القدرة لذلك إما ان نكون أعلى منه بالدرجة او مساويين له وهذا مستحيل. لهذا يكون اللجوء لمعرفة أقرب درجة لهذه الصفات والاسماء المطلقة إلى من يحاكيها في درجات عالية من الكمال وهم حجج الله وخلفاءه.. هم الوسيلة للوصول إلى أقصى درجات المعرفة وهي ( معرفة العجز عن المعرفة)..فجميع تلك الأسماء ترجع بحقيقتها إلى تسبيح وتنزيه الذات الإلهية او الله عن أي نقص او ثغرة وهو مااشارت له صفة (الصمد). وهنا نقطة مهمة فهناك صفات يستطيع المخلوقون ان يتشاركوها مع الله كالالوهية والربوبية.. السميع.. الخالق.. الرازق... ونحن كبشر نتصف ببعض هذه الصفات ولو بأبسط أشكالها لكن لها نفس المعنى.. واعظم من تجلّت بهم هذه الأسماء والصفات هم الأنبياء والاوصياء والائمة واليوم من يمثلها هم المهديين سلام الله عليهم أجمعين فمن انكرهم أو جعلهم مساويين لبقية الخلق فقد انكر الله وتنصيب الله وجهل المعرفة بالله.. بهم تتم المعرفة فهم الواسطة بين المعبود والعباد فلا بد من المرور بهم للوصول للمعبود ومن يرفضهم ففعله كفعل ابليس لعنه الله عندما رفض ان يكون ادم سلام الله عليه واسطته إلى الله.
وهناك صفات لايستطيع المخلوقون مشاركتها مع الله تعالى.. فهل نستطيع القول مثلا ان محمد صمد اي كامل لا نقص فيه ولا ثغرة.. الجواب لا.. فمن دلالات صفة الصمد القول ان الله نور لاظلمة فيه..ومحمد صلوات الله عليه نور لكن فيه ظلمة بسبب ظهوره في ( الأنا والشخصية) الوهيته مقيدة بالحاجة لله تعالى وهذا عبر عنه عندما طلب العفو من الله تعالى عندما عرج في ملكوت السموات.. وهو معنى الآية الكريمة ( يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور) وهذه إشارة لمحمد ص مَن يمثل صورة الاهوت المطلق او الله في الخلق.. هو صفحة الوجود الذي يمتد من سرادق العرش الاعظم إلى هذا المستوى من الوجود الذي نعيش فيه.. محمد ص البرزخ بين الخلق والحق.. صاحب المقام الرفيع والعلو والتكريم عند الله تعالى.. مَن ظنه ابراهيم ع عند النظر في ملكوت السموات انه الله بقوله (هذا ربي).. وذُكر في الإسراء والمعراج انه عندما رأته الملائكة قالت (مااشبه هذا النور بنور ربنا).. كل هذا وأكثر لم يعطي ل محمد وآله صلوات الله عليهم درجة التنزه عن النقص اي (الصمد).. كما عبر الامام احمد الحسن منه السلام والرحمة هذه الكيانات القدسية ليست كفوءا له ولا حتى تقاربه بل دونه بالكثير.. (الصمد) صفة او مرتبة تخص فقط الذات الإلهية او (الله) التي هي الحجاب الذي واجه به (الكنه والحقيقة) أو (هو) الخلق بما يناسب حالهم من النقص في صفحات وجودهم.. الذات غير منفصلة عن الكنه والحقيقة وتفنى فيه اي لايبقى للألوهية في هذه المرتبة من التوحيد وجود.. لايبقى الا النظر والتوجه إلى الكنه والحقيقة. كما الأسماء والصفات غير منفصلة عن الذات وتفنى فيها لأنها تشكل وحدة حقيقية اي (الله) واحد أحد وهذا معنى (لا اله الا الله) وهو التوحيد الحقيقي.
والوقوف عند هذه الدرجة واعتبارها هي الغاية ولاشيء بعدها كمن يقف في منتصف الطريق.. ففي هذه المرتبة نحن نواجه حجاب وهو الذات ولنصل إلى مابعدها لايكون الا بمعرفة وتذلل بعشق وطاعة وتسليم مطلق اي بالسجود .. ليسمح لك بالوصول إلى الاسم الاعظم الاعظم الاعظم (هو) باب الكنه والحقيقة وهو أعلى مراتب التوحيد وغاية الإنسان وكماله الحقيقي.
Post Reply

Return to “Arabic / العربية”