الحقيقة

في هذا المنتدى يمكنك مشاركة ومناقشة المواضيع باللغة العربية

Moderators: Shana, Arabic Moderator

Post Reply
Heaven
Posts: 26
Joined: Fri Mar 04, 2022 6:54 pm

🌹إنّه النظام القاضي بأن تحصد مثلما تزرع .. من زرع القمح حصد القمح ، الخير بالخير والشرّ بالشرّ ، حتّى النيّات والأفكار تخضع للنظام . فأيّ العدل هو عدل الله يضرب جنيناً في بطن أمّه بالعمى أو البكم أو بالكساح ، ويمنح الآخر القوّة والعبقرية والجمال !؟ .
فمن مات وبه ميل يطغى على باقي ميوله عاد إلى الأرض فكان ذلك الميل أبرز مواهبه . إنّك تنام ليلك ثمّ تفيق فلا تذكر إلّا القليل القليل من أحلامك ، وقد لا تذكر منها شيئاً ، فكيف بك تنام نوم الموت ، وتنتقل من جسد إلى جسد ، ومن حال إلى حال . وهناك الذين يذكرون ، والذين يروون حكايات حيوات سابقة ، ولكنّ الناس لا يُصدّقون.
(ميخائيل نعيمة )

ظهر التقمص (التناسخ) كمعتقد ديني في حضارات قديمة منها الهندية والمصرية ..واليوم مازال هذا المعتقد حاضر لدى مذاهب قليلة في الاسلام ..في حين اعتبره الكثيرين والذين تجدهم من اتباع مذاهب معينة لا أساس له من الصحة ومن وجهة نظرهم يعارض منهج السنة النبوية والايمان بيوم القيامة والبرزخ وماإلى ذلك .. والبعض يفسره برجوع الجسد والروح معاً كما هي حال من ينتظر خروج الأموات بأكفانهم من القبور ! .
ورغم أنه لو رجعنا إلى القرآن الكريم لوجدنا أنه لم ياتي على ذكر بطلان هذا الأمر بل نجد أن آيات كثيرة تحدثت عن تكرار الحياة بعد الموت .فلماذا لم يتم أخذها بعين الاعتبار ..فعند انتهاء عدد كرّات الروح في الأجساد تكون الكرة النهائية هي محصلة ماسبقها لأنها خلاصة الأعمال والاتجاه والفكر الذي اتخذته من حيوات سابقة .. فإما الارتقاء بالدرجات الروحية في ملكوت الله وإما التقلّب في مستويات العذاب على الأرض . [ التقمص أو التناسخ أو رجعة الأرواح هو أحد أوجه عدالة الله تعالى ورحمته لإعطائنا فرصة لنصحح مسارنا ] و هل فعلاً عرفنا ربنا خلال حياة واحدة ؟ وهل كل أعمالنا صالحات و كفّرنا عنها جميعها قبل موتنا ..

ولنفهم حقيقة التناسخ نفهم كيف نولد والبعض يعيش حياة مترفة والآخر متعب في حياته .. رغم انها ليست هذه بالذات مقياس للرضا الإلهي عنا لأن أغلبهم ثروتهم من طرق ملتوية .. ولماذا هذا يعاني امراض وعذاب وذاك بصحة ونعمة من الله ؟ وهنا مبدأ إلهي تم تغييبه عنا قصداً وهو [السببية ] وهو ماتم ذكره في كتاب الهفت الشريف للإمام جعفر الصادق عليه السلام وماأوصانا الامام احمد الحسن ع أن نفهمه وندركه من خلاله وكان بين أيدي الناس منذ أكثر من ألف عام ولم يعترف به أحد لأن مشايخهم ومراجعهم وكهنتهم لم يعترفوا به .. فهم يقولون لك إن الله إذا أحب عبد ابتلاه بالمصائب ! فهل شرحوا لماذا وكيف يتم الأمر ؟ لا .. تركوا الناس تخاف من التقرب ومحبة الله حتى لا يبتليهم والكثير الكثير من الفئة الشابة اتجهت للإلحاد لأنهم لم يجدوا أجوبة شافية لعقولهم ممن يدّعون التدّين .. دائما يسألون أين رحمة الله التي وعدنا بها ؟ .. وأصبح رجال الدّين يسوقون أنفسهم أنهم الوحيدين الأعلم بمرضاته وطلب غفرانه والوسطاء بين الخلق والله .. فرأينا إلى أين اوصلوا الناس .. ونحن اتبعناهم تبعية عمياء . لوبحثنا في التناسخ اليوم ..من وجهة نظر علمية مدروسة ومثبتة على أرض الواقع من قبل علماء غرب متحررين من قبضة رجال الدّين .. رغم تبني وظهور الاعتقاد بالتقمص والتناسخ في كتابات البعض من الأدباء العرب ك جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وغيرهم .. سنجد أن ما قدّمه هؤلاء العلماء دليل لا لبس فيه في صحة رجوع الروح مرة أخرى إلى جسد آخر بعد الموت .

اهتمام الباحثين والعلماء وخصوصاً في العصر الذي يشهد تطوراً هائلاً في العلوم المادية من تكنولوجيا وذكاء اصطناعي .. بالجانب الروحي (الميتافيزيقي) اعتراف منهم بأن قدرات الروح تفوق بكثير كل ماهو مادي .. ولم يكن العلماء الأمريكيين خارج هذا السباق فلقد أجرت الحكومة الأمريكية دراسة لظواهر روحية وتكتمت عليها مثل الجلاء البصري والتخاطر وغيرها من القدرات تحت اسم مشروع ألفا.
وبالعودة إلى الدراسات المادية ونذكر منها علم الوراثة البشريةو هي دراسة كيفية انتقال الخاصيات والأمراض الوراثية عند الإنسان ، من الآباء إلى الأبناء ومن جيل لآخر بالاستعانة بالخرائط الصبغية وتحليل الحمض النووي .(DNA) .. ظهر علم التخلّق أو علم مافوق الجينات الذي أثار جدلاً في الطرح فهو يهتمّ بدراسة اختلاف السّمات الخلويّة والفيزيولوجيّة التي لا تحدث بسبب تغيّرات في سلسلة الحمض النوويّ بمعنى آخر الوراثة اللاجينية تتعارض مع فكرة أن الوراثة تتم فقط عبر الكود الجيني الذي يورث من الأبوين إلى النسل ..

فعند القول إن للروح شيفرة وبصمة خاصة بها وذكريات اكتسبتها من خلال حيوات متتالية وإن كان بعضنا وليس جميعنا لا يتذكر تفاصيلها ..لها دور كبير في تشكيل الجسد الجديد الذي ستحل به.. فهذه حقيقة من خلال ماقدّمه باحثون غرب بدراسات عملية على حالات كثيرة جداً وفي أنحاء متعددة من العالم لإثبات ذلك ..أذكر بعضا منهم أمثال (ريموند مودي ) ( توم شرودر ) (جو فيشر) ( مايكل نيوتن) ومؤلف كتاب (الحياة قبل الحياة ) (جيم بي تاكر) و(إيان ستيفنسن) الذي يقدم دراسة استمرت ل 40 عام عن ذكريات اطفال من أنحاء مختلفة من العالم عن حياة سابقة والعلاقة بين وحمات وعيوب خلقية مرتبطة لما مروا به من أحداث فيها .

يقول الإمام أحمد الحسن منه السلام والرحمة


🌹إن الروح لاتموت وترجع إلى الدنيا مرارا وتكرارا
ودائما كان هناك رجعة للروح ولم ينقطع الرجوع 🌹

#عبدالله_هاشم_اباالصادق
Post Reply

Return to “Arabic / العربية”