الكعبة الحقيقية

Moderators: Shana, Arabic Moderator

Post Reply
Heaven
Posts: 26
Joined: Fri Mar 04, 2022 6:54 pm

تدوين الأحداث التاريخية للمنطقة الإسلامية بدأت بالعصر العباسي تحت إشراف وموافقة أصحاب الحكم أي بما يوافق اهواءهم ومصالحهم وكان المسيطر على سوق الورّاقين هم اليهود فلكم أن تتخيلوا النتيجة .
لكن المغالطات التي وقعت في كتابة هذا التاريخ كانت موضع اهتمام لباحثين أمضوا سنوات طويلة من حياتهم في دراسته استعدادا للمغامرة الاكبر ..مغامرة طرح الأسئلة التي لم يسبق طرحها .. منهم الباحثة (باتريسيا كرون) و(مايكل كوك) (دان جيسون) .

باتريسيا التي أثارت جدلاً وارباكاً للمستشرقين والمسلمين إلى درجة الصدمة بكتبها التي طرحتها في نشأة الاسلام .. في كتابها (تجارة مكة وظهور الاسلام ) تشرح كيف أن مكة كانت بعيدة تماما عن الطريق بين سوريا واليمن وليس هناك ذِكر لمكة في مصادر غير إسلامية في هذه الفترة .. اي لو كان المكيين وسطاء تجارة طويلة المسافة من النوع الذي ذُكر في الادب الإسلامي لكان هناك ذِكر لذلك في كتابات زبائنهم اليونانية أو اللاتينية أو الآرامية أو أي لغات اخرى كانت تستخدم خارج شبه الجزيرة العربية الذين كتبوا باستفاضة عن العرب الجنوبيين الذين كانوا يمدونهم بالعطريات.

ويقول الفريد جيوم أن هناك كلمات كثيرة واسماء أنبياء في القرآن الكريم مأخوذة من السريانية التي هي فرع من اللغة الآرامية .. ولم تكن هذه اللغة بألسنتها لها وجود داخل شبه الجزيرة العربية ..
(غابرييل صوما ) الباحث السوري يقدّم دراسة من سورة الفاتحة بعرض كلماتها على المفردات الآرامية لتجد مدى التشابه و وقوفهم عاجزين أمام الحروف المقطعة في أوائل السور والتي لم تفك رموزها أو معانيها ..فهي لم تُوجد لزخرفة المصحف بل لإيصال رسالة واضحة ومفهومة .
كانت اللغة الآرامية هي اللغة السائدة في التجارة والسياسة منذ أكثر من ألف عام قبل الميلاد في منطقة تمتد من غرب بلاد الشام إلى شرق الفرات ومن جبال طوروس شمالاً إلى جنوب الاردن اي شمال شبه الجزيرة العربية وفلسطين ..حتى أنه تم العثور على كتابات آرامية على أوراق البردي والرقوق في مصر وتقسم اللغة الآرامية إلى عدة ألسن .. وهي اللسان السرياني والاشوري والعبري والعربي .

واللغة أعم من اللسان .. فاللسان هو اللهجة أو الأسلوب الخاص للكلام لقوم معينين . وهذا نشاهده اليوم في البلد الواحد الذي يحتوي على عدة لهجات مثلاً ..إن كان عربي او اجنبي.

فهل العربية الفصحى مع قواعدها النحوية التي وضعت وتوسعت في( العصر العباسي) والتي نتكلمها ونكتب بها اليوم ونقرأ بها القرآن هي اللسان الذي تكلم به النبي الأعظم محمد صلوات الله عليه ؟
لآلاف السنين لم توّثق احداث واخبار في تلك البقعة التي تتواجد فيها الكعبة الحالية سوى قصة أبرهة الحبشي التي هي موضع تشكيك من حيث مكان وقوعها .. لأن هذه الكعبة لم تكن قد بنيت بعد في هذه المنطقة .. ستسألون كيف ذلك ؟ حيث أنه في فتنة الاسلام الثانية بين الأمويين والزبيريين قام عبد الله بن الزبير بن العوام بسرقة الحجر الأسود من الكعبة الحقيقية بعد هدمها وهرب إلى أرض الحجاز فيما تسمى اليوم السعودية وانشأ كعبته وأمر المسلمين بعد أن نصّب نفسه خليفة بعد موت يزيد بالاتجاه إليها وهذا حدث بعد هجرة الرسول الاكرم بحوالي قرن ... واصبحت كل المساجد التي بُنيت في هذه الفترة متجهة إلى الحجاز ..

اختلاف اتجاهات المساجد قبل 72 هجرية وبعدها ..جعل الباحث (دان جيسون ) يبدأ التوثيق على أساس القراءة في اتجاهات المحاريب باستخدام أجهزة قياس حديثة وجدران القِبْلة في المساجد التي بناها المسلمون من وقت البعثة حتى مابعد مرحلة الفتنة الثانية بين المسلمين .. فتبيّن أن اتجاهات المساجد قبل الفتنة رجوعا لزمن الرسول محمد ع والموجودة إلى اليوم منها 11 مسجدا منتشرين في بلاد الشام وشمال أفريقيا واسبانيا لاتشير إلى مكة الحالية في الحجاز ... بل تحديداً إلى البتراء .. وهو مايفسّر غياب أي ذكر للبتراء كبيت حرام نتيجة حرق الكتب والمصادر المكتوبة التي تسببت فيها حروب الفتنة في الاسلام .

عُرفت البتراء كعاصمة لمملكة الأنباط التي قامت قبل الميلاد ..و هم مجموعة من العرب القدماء الذين كانوا يقطنون في شمال الجزيرة العربية وجنوب الشام وينتمون إلى نبط أو نابيوت بن اسماعيل بن ابراهيم عليهم السلام .
مالفت نظر علماء الآثار الذين لم يكتشفوا سوى 10% من مدينة البتراء أنه بالرغم من وجودها في منطقة تعتبر صخرية قاسية ..وجود شبكة قنوات مائية فخارية ورصاصية وقنوات محفورة في الصخر والتي تمتد لآلاف الامتار .. لجر المياه من الينابيع الموجودة في الوديان القريبة كوادي موسى أو ما اكتشفوه من خزانات وآبار لتخزين مياه الأمطار والسيول للاستفادة منها في الري والزراعة كزراعة الزيتون والعنب تلك الفاكهة التي ذكرت في القرآن حول البيت الحرام . هذه البنية التي من شأنها خدمة الآلاف من السكان المحليين والزائرين .. فالماء هو باكورة استمرار اي حضارة .. وهو نفس السبب الذي أدى إلى تهجير السكان منها بعد قطع إمدادات المياه عنهم.
Post Reply

Return to “دراسات وبحوث دينية”