رمضان آخر الزمان

Moderators: Shana, Arabic Moderator

Post Reply
Heaven
Posts: 26
Joined: Fri Mar 04, 2022 6:54 pm

بدأ التحضير لشهر رمضان الكريم ... الإعلانات تملأ الشاشات والمنصّات عن مسلسلات تتنافس لترفّه عن صائمنا العزيز ، وتزدحم البرامج وتتسابق لتقديم أشهى الاطباق والحلويات ليزيّن بها سفرته بمختلف الأصناف ، مكافأة له على تخطيه نهاراً كاملاً بلا طعام أو شراب .
والمطاعم تبدأ التحضيرات للسهرات والليالي المِلاح ، وشيوخ الفتاوى على الهواء مباشرة لتهدأت روع الصائمين وخوفهم من العذاب الذي سينزل على رؤوسهم وجهنم التي بالمرصاد لو دخلت قطرة ماء او دواء في أنفهم أو اذنهم أو حتى لو ابتلعوا لعابهم.. وأسئلة غريبة تشك فيها أن بعضهم بشر طبيعية .

غض النظر عن مناظر الجياع والأيتام في الشوارع وفي البيوت ، خصوصاً في ظل العدم والظروف القاسية التي يعيشها الأغلبية .. أليست من المُفطرات ؟ لم يسأل أحدكم هذا الشيخ أو ذاك ما هو حكم المقصّر عن المحتاج ؟
لو كان الخلق منذ بداية عهد البشرية عملوا بأخلاقهم ورضوا لبعضهم ما ارتضوا فعلاً لأنفسهم لما احتاجت الناس لشرائع وأحكام وقيود لتضبط سلوكها مع بعضها أو لتذكيرها دائماً بربها ... نعم ، هذه الشرائع التي فرضت عليكم هي لتهذيبكم وليست جائزة لكم وحتى وأنتم تتسابقون في تأديتها ، هي بلا روح بل مُراءات ... تعلو فيها تمتمات التسابيح وتراتيل الصلوات لتصمّوا آذانكم عن أنّات الفقراء .

كل يوم هو لكم رمضان عندما تعملون بما تعلمون أن الخير والإحسان ليس مرتبط بزمان ولا مكان .
قال تعالى (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ) .
كل يوم هو لنا عيد عندما نكف عن الأذى النفسي والجسدي بحق انفسنا وحق الغير .
كل لحظة هي صلاة لنا عندما يبقى حبل التقوى وطاعة الله موصول معه سبحانه من خلال خليفته الحجة الأعظم واوصياءه سلام الله عليهم وعلى آباءهم .

على مستواي الشخصي لدي قناعة أن الشيء الذي لا قدرة لي أو لا استطيع الاعتناء به لأي سبب ، إن كان حيوان أو نبات لا أظلمه وآتي به عندي ، فكيف بالله عز وجل مالك المُلك الذي سمح لنا بالوجود هل يتركنا هكذا بدون رعاية ويظلمنا ويعذبنا ؟ حاشاه وهو ارحم الراحمين .. بل لقد احب الله خلقه لهذه الدرجة التي أراد فيها أن يكونوا مثله .. وهي الغاية من بعثه وتنصيبه خلفاءه بيننا وفرض طاعتهم علينا و التسليم لهم لأنهم هم المؤهلين الوحيدين لتعليمنا كيف نفهم حكم ونهج الله تعالى ... ولهذه الحقيقة التي لم تصل لكم حُرِبوا لأن ابليس ومن اتبعوه لايريدونا آلهة بل يريدونا عبيد .
في الحديث القدسي ( يا ابن آدم ، أنا حي لا أموت أطعني فيما أمرتك حتى أجعلك حياً لاتموت ، يا ابن آدم أنا أقول للشيء كن فيكون أطعني فيما أمرتك أجعلك تقول للشيء كن فيكون ) .

وأول خطوة على طريق هذا النهج هو الحب والرحمة .. أن تحب لأخاك الإنسان أينما وجد ومهما كان ماتحب لنفسك .. أن تعرف كيف تنظر في حاجات من هم بحاجة للإحتواء والسّند والتكلم بمظلوميتهم .. لم يخلو كتاب او نص مقدس من وصايا لله في الايتام والمساكين والمستضعفين دون تحديد لجنسهم أو عِرقهم أو دينهم .
( الخلق عيال الله فأحبهم إليه أحسنهم صنيعاً إلى عياله) / النبي الاعظم محمد صلوات الله عليه .

(أشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق) / أمير المؤمنين علي بن ابي طالب سلام الله عليه .
Post Reply

Return to “دراسات وبحوث دينية”