الدعوة إلى الله وحده

Moderators: Shana, Arabic Moderator

Post Reply
Husamuel
Posts: 12
Joined: Sun Jul 12, 2020 5:34 pm

Image


في بداية الزمان أرسل الله أنبياء كثيرين إلى الناس برحمته وكرمه على الناس. وفي ذلك الوقت، كان الناس يسألون الله أن يمنحهم قائداً. كان من الطبيعي بالنسبة لهم أن يريدوا قائدًا معينًا من الله، فإن الإيمان بالله هو غريزة طبيعية يولد بها الإنسان.

لقد ضاع تقريبًا ايمان الناس بتنصيب الله لقادة ربانيين

كما كشف أحمد الحسن (ع) أن أوزوريس من مصر القديمة (ع) هو أحد الأمثلة على القائد الذي كان نبيًا بالفعل. لكن الكهنة الذين جلسوا على العرش بعده جعلو أوزوريس إلهاً، حتى يتمكنوا من الادعاء بأن أي شخص يجلس على العرش هو تلقائياً من عند الله، وينقل العرش إلى أبنائهم. هكذا تتم كل مرة عملية سرقة دين الله بهذه الطريقة البشعة، وهكذا يقل الوعي حول التنصيب الإلهي عند عامة الناس.

هناك قاعدة في هذا العالم. أينما كان هناك نور ستجد الظلام يحوم حوله. ويبقى هذا الظلام قريبًا ساعياً لتغطية النور في أي فرصة تنشأ. لذلك فإن أنبياء الله لا يرافقهم أصحابهم المقربون فحسب، بل يصحبهم أيضًا المنافقون الذين يكرهون الله ويكرهون رسله، ويتظاهرون بأنهم رفقائهم فقط. لكل نبي من أنبياء الله ستجد عالم من علماء الضلال غير العاملين في مجتمعه يظلون الناس من بعده، ويحاولون الاستيلاء على السلطة، واختطاف الدين، وإفساده من الداخل.

وقد أدى هذا الاختطاف المتكرر لدين الله من قبل المحتالين والدجالين المنافقين إلى الكثير من القمع باسم الله لدرجة أن الناس بدأوا يرفضون حاكمية الله على أنها هراء. فعلينا جميعا أن نفهم أن الظلام يهاجم النور باستمرار وعلى الدوام وبدون توقف، مما يعني أن للنبي أعداء دائمًا. كان انحطاط الإيمان بالقيادة المعينة من الله، وتراجع الثقة بهذه الحقيقة كان عملية تدريجية. استمر هذا الأمر لعدة قرون، حتى كلما تم تعيين خليفة من خلفاء الله للشعب، كان المنافقون يجمعون بسهولة المعارضين ليقتلوه. لذلك فإن آخر هادي او خليفة الإلهي نصبه الله للناس من اَل محمد (عليه الصلاة واله وسلم) - الإمام المهدي (ع) - قد غيبه الله عن العلن، وأدخله في الغيبة الكبرى. وسوف نفهم كيف أن غياب الرسول الإلهي المنصب من الله هو ظلمة، وعقاب من الله.

من هنا، كثف الشيطان جهوده وبدأ في الترويج بقوة لـ "سيادة الغوغاء" - المسماة بالديمقراطية. لماذا الديمقراطية؟ لأن الديمقراطية تسمح للجشعين في السلطة بسحب خيوط التحكم بالمجتمع براحة أكبر من وراء الستائر. في يومنا هذا، اغلبية العالم اليوم مكون من دول تتبع رجال الدين الفاسدين، أو ترفض فكرة الحاكم المنصب إلهياً تمام الرفض.

لكن هناك شيء واحد مشترك بينهم - إنهم لا يثقون في قادتهم السياسيين. لقد أدرك الناس اليوم أن حكامهم هم أعداءهم في الغالب، وأن الحكام السياسيين ليسوا أقل فسادًا من رجال الدين. هذا يعني أنه بغض النظر عن المكان الذي يتجه إليه الناس، فلا توجد قيادة حقيقية، ولا توجيه، ولا توجد عدالة تامة.


لقد فُقدت القيادة الحقيقية

تجعل الأنظمة السياسية اليوم من الناس عبيدًا. والذين يملكون المال هم المالكين المخفيين لهؤلاء العبيد. لكن قلة قليلة فقط تعترف بأن "حاكمية الناس" تؤدي إلى استبداد خفي. إذا نظرنا إلى الثورات ضد الحكومات المستبدة هذا اليوم والتي تشتعل في كل مكان، فإن الناس فيها يحتجون من أجل رئيس آخر يختاره الشعب، ويكرر التاريخ نفسه مرارًا وتكرارًا.

والقادة السياسيون في هذه الحقبة هم نقيض القادة الرائعين من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم مثل الإمام علي (ع) الذي أثنى عليه العدو قبل أن يمدحه الصديق.

فهل تعلم أن الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان ألقى كلمة في جامعة طهران عام ١٩٩٧ عن "الامام علي وحقوق الإنسان" احتفالاً بالذكرى الخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟

الإمام المهدي وخلفاؤه موجودون هنا بالفعل

والحقيقة أن الإمام المهدي (ع) قد ظهر بالفعل، وقد جلب معه بالفعل العديد من المهديين الذين سيخلفون بعده (عليهم السلام جميعًا) - أولهم أحمد الحسن (صلى الله عليه وآله وسلم،) والتاسع منهم عيسى عليه السلام.

وكان أحمد الحسن أول من رفع راية البيعة لله. إنه يدعو إلى الله وحده لا إلى نفسه.



عن أبي بصير قال: قال الإمام الباقر (عليه السلام): وليس في الرايات رايةٌ أهدى من راية اليماني هي رايـة هُدى لأنه يدعو إلى صاحبكم، فإذا خرج اليمـاني حرم بيع السلاح على الناس وكل مُسلم وإذا خرج اليماني فأنهض إليه, فإن رايتهُ راية هُدى، ولا يحل لمُسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريقٍ مُستقيم. الغيبة / النعماني – باب ١٤ – الصفحة ٢٦٤.

حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن عبيد بن كرب (3) قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: إن لنا أهل البيت راية من تقدمها مرق ومن تأخر عنها محق، ومن تبعها (4) لحق. كمال الدين وتمام النعمة - ج ١ - الصفحة ٦٨٢.



بدون حب لا يوجد حياة

على الرغم من أن الظلمة قد تحبس النور وتخفته - فالظلام لا يستطيع أن يمنح الحياة - فقط محبة الله هي التي تستطيع ذلك. في الحقيقة "بدون حُب لا يوجد حياة ". (أحمد الحسن).

لا يمكن مقارنة اي نعمة بالنعيم الذي نجده عندما نسلم في حب الله ونحب الآخرين بلا خوف أكثر من أنفسنا. ستنتهي فترة نهاية العالم بحلول العصر الذهبي. الدعوة الروحية إلى الله وحده ستكون ألذ من وساوس الأنا.

لذلك سوف ينهار "البيعة للأنا" في ظل "البيعة لله".

قال عيسى (ع): "تحب الرب الإله من كل قلبك. وبكل روحك. ومن كل قلبك. " - الكتاب المقدس ، متى ٢٢:٣٧

وسَألَ النبي محمد (ص): هل الدين إلا الحب؟
Post Reply

Return to “دعوة الإمام المهدي”